الجمهورية الجزائرية لديمقراطية الشعبية
وزارة التعليم العالي و البحث العلمي
جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية
كلية الشريعة و الإقتصاد
قسم الإقتصاد و الإدارة
المقياس : منهجية البحث العلمي
المستوى : سنة أولى ل.م.د
البرنامج
1 ـــ المحور الأول : البحث العلمي : المفهوم و الخصائص
ـــ مدخل
1ــ1 /ـــ مفهوم
البحث العلمي / 1ــ2 / ـــ خصائص البحث العلمي
1ــ 3 / ــ أنواع
البحوث العلمية / 1ــ 4 /ـــ صعوبات البحث العلمي
2ـــ المحور الثاني : الخطوات الأساسية للبحث العلمي
2ــ1 / ـــ تحديد
المشكلة وصياغتها / 2ــ2 / ـــ تحديد المصطلحات
2ــ3 / ــ فرضيات
البحث /2ــ4 / ـــ أدوات جمع البيانات :
الملاحظة ، الاستمارة ، المقابلة
3 ـــ المحور الثالث : مناهج البحث العلمي
3ــ1 / ـــ المنهج
التجريبي /3ــ2/ ـــ المنهج الوصفي /3ــ3 / ـــ المنهج التاريخي
3ــ4 / ــ منهج
دراسة الحالة / 3ــ5 /ــ منهج الدراسات
المسحية
ـــ 1
ــــ
1ـــ
المحور الأول: البحث العلمي المفهوم و
الخصائص
مدخل :
في ظروف تفاعل الإنسان مع الكون والمجتمع ، وجد
هذا الأخير نفسه مدفوعا إلى معرفة ما يحيط به من أسرار الكون و خفايا الطبيعة ،و
حقيقة الإنسان و جوهر المجتمع ، وذلك من خلال القيام ببذل الجهد الفكري المنظم
المؤدي إلى إكسابه المعرفة التي تكون في شكل معلومات تجمع ، ثم تعالج ثم تضاف في
شكل نظريات و قوانين علمية بفضل استخدام قدرته العقلية التي هي أساس هذا الجهد
الفكري وتطوره .هذا النشاط الفكري الذي مارسه الإنسان ضمن الشروط السابقة هو ما
يعرف بالبحث العلمي .
و هو مصطلح يتكون من
كلمتين ( البحث ، العلم ) . حيث جاء في الموسوعة العلمية لاروس أن البحث العلمي هو
مجموعة أعمال الهدف منها الكشف عن معارف جديدة في الميدان العلمي . أما في اللغة
العربية فان البحث هو التفتيش في المكان المجهول قصد معرفته .و هو يستخدم للدلالة
على حب الاطلاع و التعرف على الأشياء في مجالات النشاط الفكري ، و العلم في اللغة
العربية يعني المعرفة أي ما نملكه من معارف عن الأشياء .
من شروط البحث
العلمي ، التنظيم المتسلسل للخطوات ،بحيث لا يمكن للباحث الانتقال من خطوة إلى
أخرى إلا بعد التأكد من صحة الخطوات السابقة و سلامتها، لان كل مرحلة في مشروع
البحث العلمي تفرض طبيعة المرحلة الموالية .
إن التنظيم
المتكامل لخطوات البحث العلمي يكسب هذا الأخير صفة الموضوعية في دراسة الظواهر
الطبيعية . الإنسانية ، الاجتماعية ، دراسة واقعية .
إن غاية البحث
العلمي لا تتوقف عند معرفة واقع الظاهرة محل الدراسة ( أي وصفها من خلال جمع
المعلومات حولها ) ،انه يتجاوز ذلك لفهمها وتحديد خصائصها و طبيعتها و تفسيرها ، ( القيام باستنتاجات في شكل تعميمات أو
نظريات أو قوانين تعبر عن العلاقات التي تحكم الظاهرة وتفسرها ).
ويعود
الفضل الأول لتوجيه البحث العلمي للمسلمين الذين صنفوا العلوم حسب الغرض إلى :ـ
ــــ العلوم
الرياضية :الحساب و الهندسة
ــــ العلوم
الطبيعية : علم الفك ، البيولوجيا ، الطب
كما طور العرب
استخدام المنطق في طرق و أدلة ومقاييس علمية و اخرجوا الصفر من حدوده الفلسفية إلى
حدود تطبيقيه على الواقع .
ــــ2
ــــ
1ــ1ــــ مفهوم البحث العلمي :تعرفه الباحثة ثريا عبد الفتاح بأنه :« نشاط علمي منظم
و طريقة في التفكير، و أسلوب للنظر في الوقائع، يسعى إلى كشف الحقائق معتمدا على
مناهج موضوعية من أجل معرفة الارتباط بين هذه الحقائق ثم استخراج المبادئ العلمية
أو القوانين التفسيرية .»
و يعرفه السماك« بأنه وسيلة للدراسة يمكن الوصول من
خلالها إلى حل المشكلات المختلفة عن طريق
الاستقصاء الشامل و الدقيق لكافة الظواهر و المتغيرات و الأدلة التي ترتبط بمشكلة
البحث . ولا يقتصر الأمر على الوصول إلى الحقائق الجديدة و الكشف عنها لتنمية
المعرفة الإنسانية ،بل لا بد من التطبيق
،إذ أن مصطلح البحث العلمي يشير كذلك إلى هاته
الجوانب التطبيقية
من اجل حل المشكلات الحياتية .»
و بالرغم من تعدد التعاريف وتباينها فإنها تشترك في هدف عام و لها غايتان :
الغاية الأولى اكتشاف المعرفة و الوصول إلى الحقائق
الجديدة و التحقق منها .
و الغاية الثانية تطبيق المعرفة و الحقائق و
القواعد العامة في حل المشكلات التي تعترض سبيل الإنسان في حياته و مستقبله .
1ــ2 ـــ خصائص البحث العلمي : يتميز البحث
العلمي بعدة خصائص يمكن حصرها فيما يلي ــــ الإحساس بمشكلة البحث و تحديدها
موضوعيا .
ــــ البحث عن حلول للمشكلة في إطار المنهج العلمي .
ـــــ الموضوعية وتجرد الباحث من التحيز . / ضبط البحث العلمي بالقياسات الرقمية الدقيقة .
ـــــ ضبط
البحث العلمي بالقياسات الرقمية الدقيقة .
ـــــ نتائج البحث العلمي صريحة ويمكن التحقق منها ومن
ثم يمكن تعميمها على نطاق واسع
يضاف إلى ذلك صفات خاصة يجب أن ترتبط بالباحث نفسه مثل : الأمانة العلمية ،
الموضوعية ، تحمل المسؤولية ،حب الاستطلاع و القدرة على التأمل و التفكير العلمي
السليم .
1ــ3 ـــ أنواع البحوث العلمية و خصائصها
:تصنف البحوث العلمية إلى عدة
أنواع يمكن إيجازها فيما يلي :
ــــ* حسب مجالات الدراسة : تصنف إلى بحوث فلسفية
، تاريخية ،جغرافية ،تربوية ،رياضية
ــــ* حسب مجالات تطبيقها :إلى بحوث اجتماعية أو صناعية أو زراعية .
ــــ
* حسب أماكن إجرائها :إلى بحوث مكتبية أو معملية أو ميدانية
ـــ* حسب مناهج بحثها : إلى بحوث وصفية أو تاريخية أو تجريبية
ــــ* حسب بياناتها :إلى كمية أو كيفية
بالإضافة إلى هذه
التصنيفات التي على أساسها تتنوع البحوث ، توجد تصنيفات أخرى تهم طلاب الجامعات و
المؤسسات العلمية وهي تتنوع حسب طولها و قصرها وحسب درجاتها العلمية منها :
ــــ
بحوث الدراسات الجامعية و تنقسم بدورها إلى عدة أنواع منها :
ــــ* المقالات أو الأوراق البحثية
: هي مقالات تقدم عادة في السنوات الأولى من الدراسات الجامعية و يغلب عليها
الطابع المكتبي في إعدادها ،بحيث يكون الهدف منها تدريب الطلاب على استخدام
المكتبة و جمع المعلومات من مصادرها المختلفة ، وتنمية قدرات ومهارات الطلاب على
التفكير السليم و النقد الحر كما يكون الهدف من ورائها تقويم الطلاب على ما بذلوه
من جهد باعتبارها جزءا متمما للمادة الدراسية .
ــــ
* التقارير :وهي نوع أخر من بحوث الدراسة الجامعية ويكون
عادة على شكل تقارير في زيارات ميدانية أو تقارير عن تجارب معملية حتى وان أدت إلى
كشوفات علمية ،هدفها تقريب الطلاب عل تحقيق الجانب التطبيقي من الدراسة النظرية .
ــــ* بحوث التخرج أو مذكرات التخرج
: وتكون على شكل مشاريع يقوم بها طلبة السنوات الأخيرة في دراستهم الجامعية
، وتنفذ تحت إشراف أساتذة متخصصين هدفها تدريب الطلاب على إجراء البحوث و الدراسات
التطبيقية واستخدام الطرق العلمية في مجال تخصصه الأكاديمي .
ـــ * بحوث الدراسات العليا : تنقسم هذه البحوث حسب درجاتها العلمية إلى:
ـــ
بحوث الماجستير : يطلق على هذه البحوث اسم الرسالة وهي تسمية أكاديمية
تطلقها معظم الجامعات العربية وغير العربية على أي بحث مقدم لتكملة متطلبات درجة
الماجستير على أن لا تقل فترة إعدادها عن عام دراسي تحت إشراف أستاذ متخصص ، ومن
خلال الرسالة تتبين قدرة الباحث على الكشف و الابتكار و العرض والتحليل للموضوع
الذي يتناوله الباحث في رسالته .
ـــــ بحوث الدكتوراه : إن هذه المرحلة تتطلب من الباحث
إعداد بحث يطلق عليه مصطلح أطروحة لتكملة متطلبات درجة الدكتوراه ،الهدف من بحوث
الدكتوراه هو تحديد قدرة الطالب على البحث و الابتكار و التجديد و الكشف عن
الحقائق التي لم يكتشفها الآخرون ،كما يكون هدفها قياس مقدرة الطالب البحثية وما
قدمه بحثه من إضافات و إسهامات في المعرفة الإنسانية ، أما من حيث حجم أطروحة
الدكتوراه فهو غير محدد بالرغم من أن الأعراف الجامعية في معظم جامعات الدول النامية
تحددهاب500 صفحة فأكثر بينما تجاوزت الدول المتقدمة مسألة عدد الصفحات و أصبحت
العبرة بالكيف لا بالكم .
و مع هذا التنوع
في البحوث و الرسائل العلمية هناك أنواع أخرى من البحوث يقوم بها أساتذة جامعيون و
خبراء و مراكز البحوث يكون في شكل مقالات علمية أو مشاريع بحثية أو تطويرية
1ـــ4 /ـــ صعوبات البحث العلمي : تختلف البحوث العلمية في العلوم الاجتماعية
عن البحوث في العلوم الطبيعية ، فالقضايا الاجتماعية التي يعالجها البحث الاجتماعي
مرتبطة بالمسائل السياسية و العواطفو الأفكار، و العقائد ،ومن الصعب على الباحث أن
لا يتأثر بهذه التفاعلات و التقلبات الإنسانية التي يكون لها في بعض الأحيان
انعكاسات سلبية ،أما في العلوم الدقيقة
فان الأمر يختلف تماما حيث بإمكان الباحث أن يتحلى بالموضوعية و الدقة في دراسة
الموضوع . إن اختلاف البحث و المنهج العلمي في العلوم الاجتماعية عن المنهج المطبق
في العلوم الطبيعية يرجع في الأساس إلى الصعوبات و المعوقات الآتية :
ــــ
تعقيدات الظواهر الاجتماعية : إن الإنسان يتغير باستمرار سواء في تفكيره أو
معاملاته للأفراد ، و ذلك بسبب تغير الأوضاع الاجتماعية و لهذا فمن الصعب على
الباحث إن يعالج بدقة قضايا هذا الإنسان المتغير باستمرار، ثم إن تشابك القضايا و
اختلاف وجهات النظر، و تضارب المعلومات كل ذلك يحول دون إصدار أحكام منصفة ودقيقة
.
ــــ فقدان
التجانس في الظواهر الاجتماعية : ونقصد بذلك انه من المتعذر وجود ظواهر يتشابه
فيها ، حيث إن معظم الظواهر لها طابعها
المنفرد وغير متكررة ، ولهذا من الصعب التعميم واستخراج قواعد عامة ومشتركة يمكن
تطبيقها على كل الناس .
ــــ صعوبة
استخدام الطرق المخبرية : لا يمكن وضع المشاكل الاجتماعية تحت المجهر و التعرف على
حقيقة الأشياء التي يدرسها الإنسان ، لان سلوك الإنسان لا يكن ضبطه أو وضع مقاييس
دقيقة لضبطه، و لهذا تبقى البحوث الاجتماعية خاضعة للاجتهاد الشخصي في إصدار
الأحكام النهائية ، و إبراز النتائج التي يتوصل إليها الإنسان في أبحاثه .
ــــ التحيزات و
الميول الشخصية: إن نوعية الثقافة و البيئة التي يعيش فيها الإنسان تؤثر في سلوكه
و تجعله يحب أفكارا معينة و يميل إلى تيارات أخرى، كل هذه العوامل تؤثر في النتائج
النهائية و تدفع بالناس إلى تصنيف الباحث واعتباره منتميا إلى تيار معين .
2 المحور الثاني : أهم الخطوات
الأساسية للبحث العلمي :
2ـــ1ــــ تحديد المشكلة :ونعني بها موضوعات أو مجالات و مشكلات و
أفكار البحث العلمي وهي المقومات الأساسية التي يساهم تحديدها في توظيف المعالم
الرئيسة للبحث .
إن مشكلة البحث
مرتبطة بالافتراضات التي يستند إليها ، ونوعية المعلومات و البيانات و المناهج
التي يستعان بها في إعداد البحث ،وترتبط مشكلة البحث بعدة عوامل أهمها :
ــــ نوعية العلم
، أي نوعية المعرفة و المجال العلمي لموضوع البحث .
ـــــ التخصص
العلمي حيث يعكس الإلمام الكبير بالمشكلات التي هي محل الدراسة .
ـــــ الهدف
العلمي و الذي يتمثل في رغبة الباحث في الوصول إلى نظرية علمية جديدة أو اختراع
جديد . إن السؤال الذي يطرحه الباحث على نفسه دائما هو ماذا أريد أن أبحث و
للإجابة على هذا السؤال أنه لا توجد طريقة واحدة لوضع المشكلة و تحديدها و لكن
أفضل وضع للمشكلة و صياغتها إنما هو صيغة السؤال و الذي يفضل أن يحتوي على علاقة
بين طرفين
يمكن
القول بإيجاز أنه يتعين على الباحث قبل اختيار المشكلة وتحديدها ن يراعي عدة
اعتبارات أهمها :
ــــ أن تكون
مشكلة البحث ذات أصالة و دلالة .
ــــ أن تقع في
نطاق اهتمامات الباحث العلمية و تخصصه الدقيق.
ــــ أن تكون هناك
إمكانية دراستها .
وضع كيرلنجر ثلاثة
محكات رئيسية عند تحديد المشكلات الدقيق للبحث وهي :
ــــ يجب أن تحدد
المشكلة على شكل علاقة بين متغيرين أو أكثر .
ــــ يجب أن تصاغ
المشكلة بوضوح و توضع في شكل تساؤل حتى يسهل تحديدها.
ــــ يجب التعبير
بدقة عن المشكلة بحيث يتضمن ذلك التعبير إمكانية الاختبار .
في الأخير أدرج
بعض الباحثين مجموعة من القواعد يمكن إتباعها عند تحديد المشكلة
ـــ أن يكون
الباحث واثقا من اختياره للموضوع بحيث لا يكون غامضا أو عاما لدرجة كبيرة .
ــــ من المستحسن
أن يصيغ الباحث مشكلته في سؤال يحتاج إلى إجابة .
ــــ وضع حدود
للمشكلة مع حذف جميع الجوانب و العوامل التي سوف لا يتضمنها البحث .
ــــ عرض
المصطلحات الخاصة التي يجب استخدامها ، و ذلك في حالة وجود سوء فهم لبعض المصطلحات
.
2ــ2 ــــ تحديد المصطلحات : إن تعريف مصطلحات البحث أمر ضروري لتجنب سوء
الفهم ولتوضيح الغموض ، وتحديد المعنى بوضوح وفيها يستخدم الباحث طرقا مختلفة
أهمها :
ـــ
الطريقة المعجمية : وهي استخدام الباحث لأحد المعاجم أو القواميس
المتخصصة لتعريف بعض المصطلحات الواردة في بحثه كان يستخدم قاموس التربية لتعريف
مصطلح الرسوب .
ــــ
الطريقة الاقتباسية : قد يقتبس الباحث تعريفا لبعض المصطلحات من خلال دراسته
و استعراضه للبحوث السابقة ،وخاصة تلك
التي لها علاقة بموضوع بحثه ، وفي حالة إتباع الباحث الطريقة المعجمية أو الطريقة
الاقتباسية يجب الإشارة إلى مصادر تعريف المصطلحات في هامش البحث .
2ــ3 ـــ
الفرضيات : هي عبارة عن قضايا أو أفكار تبنى عليها الدراسة أو قول
يحتمل الصواب و يحتمل الخطأ ، أو علاقات بين مفهومين أو فروق بين مجموعتين أو أكثر
.
ــــ ينبغي أن
تصاغ الفروض بلغة واضحة وسليمة .
ــــ ينبغي أن
توضح العلاقة بين المتغيرات .
ــــ أن تكون في
صورة توقعات يمكن حدوثها .
ــــ تكون قابلة
للقياس و الاختبار .
وتكمن أهمية
الفرضيات في أنها تحقق للباحث مجموعة كبيرة من الفوائد فهي :
ـــــ توجه و تحدد
جهود الباحث الى المعلومات و البيانات التي يحتاجها بحثه .
ـــــ تحدد
الأساليب و الإجراءات المناسبة لاختبار الحلول المقترحة .
ـــ تقدم تفسيرا
للعلاقة بين المتغيرات .
ــــ تزودنا
بفرضيات أخرى وتكشف لنا عن الحاجة إلى أبحاث جديدة .
وتتخذ الفرضيات
شكلين أساسيين :
ــــ صيغة الإثبات
أي أن تصاغ الفرضية بشكل يثبت العلاقة بين المتغيرات سلبا أو إيجابا .
ــــ صيغة النفي
أي أن تصاغ الفرضية بشكل ينفي وجود علاقة .
و النوع الأول من
الفرضيات يشير إلى وجود علاقة بين متغيرين و تسمى الفرضية المباشرة أما أذا تمت
صياغة الفرضية بشكل ينفي وجود العلاقة فتسمى الفرضية الصفرية .
وتعتمد
عملية بناء الفرضيات على مجموعة من الشروط يجب أن تتوفر في الباحث هي :
ــــ المعرفة
لواسعة : من خلال اطلاع الباحث على كل ما يتعلق بالمشكلة موضوع بحثه من دراسات
سابقة و مواضيع مشابهة .
ــــ التخيل :أن
تكون عقلية الباحث متحررة قادرة على تصور الأمور، وعلى بناء علاقات غير موجودة ،
أو التفكير في قضايا غير مطروحة . والتخيل يحرر الباحث من أنماط التفكير التقليدية
و يتجاوز به حدود الواقع دون حذر أو خشية .
ــــ الجهد و
التعب : لابد للباحث أن يخصص وقتا طويلا
للدراسة و التفكير في مشكلة بحثه ، يناقش زملائه و المختصين في ميدان بحثه ن يلاحظ
دائما ، يجمع المعلومات و يسجلها لمساعدته في بناء فرضيات بحثه
2ــ4 ـــ أدوات
جمع البيانات :
ــأــ الملاحظة :يمكن الإشارة إلى معناها العام الذي يعني
توجيه الحواس لمشاهدة و مراقبة سلوك معين أو ظاهرة معينة وتسجيل جوانب ذلك السلوك
و خصائصه .وهي متعددة الأنواع منها :
الملاحظة البسيطة : التي تحدث تلقائيا في ظروف عادية ، وفيها
يقوم الباحث بمراقبة الجماعة عن كثب دون أن يشترك في نشاط تقوم به ، وهي لا تتضمن
أكثر من النظر و الاستماع و متابعة المواقف دون مشاركة فعلية ،ثم يسجل ما يراه ويسمعه و يلاحظه دون أن
يشعروا به .
الملاحظة المنتظمة: التي تتطلب من الباحث أن يضع خطة محددة قبل
البدء بها و تمتاز بتوافر شروط الضبط فيها بالنسبة للفرد الملاحظ و مجموعة الأفراد
الملاحظين و تحدد فيها كذلك الزمان و المكان و المادة التي يراد تسجيلها .
الملاحظة
بالمشاركة:وهي التي يجريها الباحث أثناء مشاركته لمن يدرسهم في الأنشطة التي يقومون
بها ،حيث يعيش الباحث وسط أفراد المجتمع المبحوث و يشارك في الأنشطة التي يقومون
بها ، و يجري ملاحظاته بطريقة واعية و منظمة بهدف الحصول على بيانات تتعلق بالسلوك
الاجتماعي .
ومن مزايا
الملاحظة أنها أفضل طريقة مباشرة لدراسة عدة أنواع من الظواهر إذ أن هناك عدة
جوانب للتصرفات الإنسانية لا يمكن دراستها إلا بهذه الوسيلة كما أنها لا تتطلب
جهدا كبيرا يبذل من قبل المجموعة التي تجري ملاحظتها بالمقارنة مع طرق ووسائل أخرى
و في الأخير هي تمكن الباحث من جمع الحقائق عند السلوك في نفس وقت حصولها
وعلى كل حال فان
هده الوسيلة لا تخلو من العيوب إذ يتعمد الإفراد موضوع البحث إعطاء انطباعا جيدا وذلك عندما يدركون أن هناك
من يراقب سلوكهم .
ب ـــالاستمارة ( الاستبيان)
هي مجموعة من
الأسئلة المرتبة حول موضوع معين ، يتم توجيهها للأشخاص المعنيين بالبحث تمهيدا
للحصول على أجوبة الأسئلة الواردة فيها و بواسطتها يمكن التوصل إلى حقائق جديدة عن
الموضوع محل الدراسة أو التأكد من معلومات متعارف عليها و تدعيمها بحقائق .
قد ترسل الاستمارة
عن طريق البريد ،وقد يحملها الباحث نفسه إلى الأشخاص ، ومن الأحسن ان تملا
الاستمارة بحضور الباحث لان ذلك يفيد البحث فقد يتوسع المجيب في إجابته و يلفت
انتباه الباحث إلى بعض الجوانب التي غفل عنها فيتداركها في الحال .
وتقسم الاستمارة
إلى عدة أنواع
ــــ من حيث
طرح الأسئلة تقسم إلى
استمارة مغلقة تكون فيها الإجابة بنعم أو لا أو موافق و غير موافق
وهي سهلة التفريغ
و الإجابة .
ـــــ الاستمارة المفتوحة وتكون
فيها الأسئلة مفتوحة تترك الحرية للمجيب بالتعبير عن رأيه دون التقيد بآي إجابة ،
وهي سهلة التحضير وتعطي معلومات دقيقة وتطبق في المواضيع المعقدة .
ــــ الاستمارة المغلقة ـــ المفتوحة
تضم مجموعة من الأسئلة المغلقة و الأخرى المفتوحة وتتيح الحصول على اكبر كم من
المعلومات خاصة في المواضيع المعقدة
ــــ من حيث طريقة التطبيق :الاستمارة المدارة ذاتيا وهي التي ترسل إلى المبحوث ويجيب بنفسه عنها
ـــ الاستمارة المدارة من قبل الباحث
ــــ من حيث عدد
المبحوثين :
ــ استمارة تعطى للمبحوث فرديا ـ
ــــ استمارة توزع على مجموعة من المبحوثين
ــ ج ــ المقابلة : تعتبر المقابلة من الأدوات الرئيسية لجمع
المعلومات و البيانات في دراسة الأفراد و الجماعات الإنسانية ،كما أنها تعد من أكثر وسائل جمع المعلومات
شيوعا . ولقد عرفها بعض العلماء بأنها محادثة موجهة يقوم بها فرد مع فرد أخر أو مع
أفراد بهدف حصوله على أنواع من المعلومات لاستخدامها في بحث أو للاستعانة بها في
عمليات التوجيه و التشخيص والعلاج .
وهي تبادل لفظي منظم بين شخصين هما الباحث و
المبحوث ، حيث يلاحظ فيها الباحث ما يطرأ على المبحوث من تغييرات و انفعالات .
كما أنها تتم بين
شخصين هما القائم بالمقابلة و المبحوث في موقف واحد .ويكون لها هدف واضح ومحدد
وتنقسم المقابلة
إلى عدة أنواع :
ــــ من حيث
نوع الأسئلة تقسم إلى
ــــ مقابلة
مغلقة وهي التي يتم فيها استخدام أسئلة تتطلب إجاباتها نعم او لا أو موافق و غير
موافق وبناء عليه تكون عملية تصنيف المعلومات و تحليلها سهلة .
ـــــ مقابلة مفتوحة وهي التي
يطرح فيها الباحث أسئلة غير محددة الإجابة مثل سؤال ما رأيك في مستوى التعليم في
الجامعة و الإجابات تكون هنا متنوعة و يصعب تصنيفها و تحليلها .
ـــــ مقابلة مقفلة ـــ مفتوحة وهي عبارة عن مزيج من النوع الأول و النوع
الثاني وتتميز بخاصيات كلا النوعين .
3ــــ المحور الثالث : مناهج البحث العلمي
ـــ تمهيد : تعني كلمة منهج مجموعة القواعد التي يتم وضعها قصد
الوصول إلى الحقيقة في العلم. كما انه فن التنظيم الصحيح لسلة من الأفكار العديدة
،إما من اجل الكشف عن الحقيقة حين نكون جاهلين لها ،و إما من اجل البرهنة عليها حين نكون بها
عارفين . وهي تختلف باختلاف المواضيع ،ولهذا توجد عدة أنواع من المناهج العلمية
نستعرضها فيما يلي :
3ــ1 المنهج
التجريبي :يعد البحث التجريبي احد أنواع البحوث
الرئيسية الذي لا يقتصر على وصف الوضع الراهن للظاهرة ، بل يتعدى ذلك إلى إعادة
تشكيلها من خلال تغييرات معينة يجريها الباحث ، ثم يلاحظ ويحلل النتائج التي طرأت
عليها .
وعرفه آخرون بأنه
المنهج الذي تتضح فيه معالم الطريقة العلمية في التفكير بصورة جلية لأنه يتضمن
تنظيما بجمع البراهين بطريقة تسمح باختبار الفروض وا لتحكم في مختلف العوامل التي
يمكن أن تؤثر في الظاهرة موضوع الدراسة و الوصول إلى العلاقات بين الأسباب و
النتائج ، و تمتاز التجربة العلمية بأفكار إعادة إجرائها بواسطة أشخاص آخرين مع
الوصول إلى نفس النتائج إذا توحدت الظروف .
ويعد البحث
التجريبي من أدق البحوث العلمية و أقواها ، لكن تطبيقاته في العلوم الإنسانية
مازالت محدودة مقارنة بتطبيقاته في العلوم الطبيعية ..
ــــ خصائص المنهج التجريبي :
ــــ يقوم المنهج
التجريبي على الملاحظة الدقيقة في اختبار صدق الفرضية للوقوف على التغير و
الاختلاف بين المجموعتين التجريبية و الضابطة .
ــــ يمتاز المنهج
التجريبي عن بقية المناهج الأخرى بأنه يجعل هدفه الأساسي الكشف عن العلاقة السببية
بين الظواهر و المتغيرات .
ــــ إن متانة
المنهج التجريبي تتمثل في خضوعه للتحكم و الضبط
.فالباحث المطبق للمنهج التجريبي لا يكتفي بوصف و تفسير الظاهرة بل يتدخل
في تكوين المواقف التجريبية وفي توجيه العوامل و الظروف بالحذف و الإثبات .فالتجربة تقوم تحت ظروف يحددها الباحث نفسه ،
و يحاول فيها تعويض المجموعة التجريبية للعامل التجريبي أو المتغير المستقل و هذا
ما يطلق عليه التحكم في المتغير المستقل .
3ــ2 ــــ المنهج الوصفي : هو المنهج الذي يعتمد على دراسة
الظاهرة كما توجد في الواقع ويهتم بوصفها
وصفا دقيقا ، و يعبر عنها كميا و كيفيا ، فالتعبير الكيفي يصف لنا الظاهرة و يوضح
خصائصها ،أما التعبير الكمي فيعطيها وصفا
رقميا يوضح مقدار هذه الظاهرة آو حجمها .
و المنهج الوصفي
طريقة من طرق التحليل و التفسير بشكل علمي منظم من اجل الوصول إلى إغراض محددة
لوضعية اجتماعية أو مشكلة اجتماعية . ويرى آخرون أن المنهج الوصفي طريقة لوصف
الظاهرة المدروسة و تصويرها كميا عن طريق جمع معلومات مقننة عن المشكلة ،و تصنيفها وتحليلها و إخضاعها للدراسة .
و المنهج الوصفي
مرتبط منذ نشأته بدراسة المشكلات الإنسانية وهو الأكثر استخداما في الدراسات
الإنسانية حتى الآن ، و ذلك نتيجة لصعوبة استخدام المنهج التجريبي في المجالات
الإنسانية
ويهدف
المنهج الوصفي إلى :
ـــــ جمع معلومات
حقيقية و مفصلة عن ظاهرة موجودة فعلا في المجتمع .
ـــ تحديد المشاكل
الموجودة أو توضيح بعض الظواهر .
ــــ إجراء مقارنة
وتقييم لبعض الظواهر .
ــــ تحديد ما
يفعله الأفراد في مشكلة ما ، و الاستفادة من أرائهم وخبراتهم و في وضع تصور و خطط
مستقبلية ،و اتخاذ قرارات مناسبة في مشاكل ذات طبيعة مشابهة .
ــــ إيجاد
العلاقة بين الظواهر المختلفة .
ـ3ــ3 ـــ المنهج التاريخي :هو الطريق الذي يتبعه الباحث في جمع معلوماته
عن الأحداث و الحقائق الماضية ، و فحصها ونقدها و تحليلها ، و التأكد من صحتها ، وعرضها وترتيبها و تفسيرها ويقوم المنهج
التاريخي على أسس من الفحص الدقيق و النقد الموضوعي للمصادر المختلفة للحقائق
التاريخية و يستعمل في جمع الملومات و نقدها وترتيبها و تفسيرها واستخلاص النتائج
العامة منها كثيرا من وسائل البحث العلمي و أدواته التي تستخدمها مناهج البحث
الأخرى
ويتميز المنهج
التاريخي بمجموعة من الخصائص أهمها :
ـــ تعد عملية جمع
الحقائق و البيانات خطوة أساسية في المنهج التاريخي و ذلك للتحقق منها والوصول إلى
نتائج معينة .
ـــ المادة
التاريخية صعبة التعامل معها ، فلا يمكن الحصول عليها بسهولة نظرا لبعدها الزمني
إضافة إلى أن ما يجمع من بيانات لا يمكن تكرارها .
ــــ للأحداث
التاريخية أسباب مختلفة ، و هذا يدعو إلى تغييرها و ربطها يبعضها البعض و بالتالي
فهي تحتاج إلى قدرات مميزة من طرف الباحث .
ــــ يجب مراعاة
الأمانة العلمية و الابتعاد عن التحيز، و توخي الدقة في جمع الأدلة حتى نستطيع
الوصول إلى نتائج صحيحة ودقيقة .
ـ3ــ4 ـــ منهج دراسة الحالة : هو المنهج الذي يتجه إلى جمع البيانات
العلمية المتعلقة بأية وحدة سواء كانت فردا أو مؤسسة أو نظاما اجتماعيا ، وهو يقوم
على أساس التعمق في دراسة مرحلة معينة من تاريخ الوحدة ، أو دراسة جميع المراحل
التي مرت بها و، ذلك بقصد الوصول إلى تعميمات متعلقة بالوحدة المدروسة و بغيرها من
الوحدات لمشابهة . ومنهم من عرفه بأنه عبارة عن دراسة معمقة لنموذج واحد أو أكثر
لعينة يقصد منها الوصول إلى تعميمات والى ما هو أوسع عن طريق دراسة نموذج مختار.
أن هذا المنهج
يتسم بالعمق لأنه يركز على الجوانب المميزة و الفريدة للجماعات المدروسة .
ومن أهم مرتكزات
هذا المنهج الوثائق و المذكرات الشخصية وبعض الأدوات لجمع البيانات كالمقابلة
الشخصية و الملاحظة المنظمة .
ـ3ــ5ـــ منهج الدراسات المسحية :يعتبر من المناهج الرئيسية التي يعتمد عليها
في البحوث الاجتماعية
هو ذلك المنهج
الذي يتم بواسطته استجواب جميع أفراد مجتمع البحث أو عينة كبيرة منهم وذلك بهدف
وصف الظاهرة المدروسة من حيث طبيعتها ، و درجة وجودها فقط ، دون إن يتجاوز ذلك
دراسة العلاقة واستنتاج الأسباب .
ويتميز بأنه أشبه
ما يكون بالأساس لبقية أنواع البحوث الأخرى ، وبسهولة تطبيقه و تعدد مجالات تطبيقه
،كما يعاب عليه صعوبة السيطرة على كل متغيرات الدراسة فيه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق