علم الإجتماع -جامعة الأمير عبد القادر-
قسم الإقتصاد و الإدارة
الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية
وزارة
التعليم العالي و البحث العلمي
جامعة
الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية
كلية
الشريعة و الإقتصاد
قسم
الإقتصاد و الإدارة
المقياس
:مدخل لعلم الاجتماع
المستوى
: سنة أولى ل.م.د
1 ـــ المحور الأول : علم
الاجتماع الموضوع و المفاهيم
ـــ1ـ1/ تعريف علم الاجتماع
ـــ1ــ2/
موضوع علم لاجتماع
ــ 1ـــ 3/مفاهيم علم الاجتماع
:أ/ ـــ
الظاهرة الاجتماعية ــــ ب التنشئة الاجتماعية ــــ ج/القيم ـــــ د /الثقافة
ـــ مدخل :
علم الاجتماع هو احد فروع
العلوم الإنسانية و الاجتماعية ، و يهتم بدراسة الظواهر الاجتماعية ،و العلاقات الاجتماعية
و المؤسسات الاجتماعية .
1ــ 1
/تعريفه : كلمة علم الاجتماع sociologie التي
جاءنا بها أوجست كونت، و المكونة من مقطعين سوسيو ومعناها المجتمع و لوجي ومعناها
دراسة ، وهو مصطلح لاتيني يوناني .
وعلم الاجتماع يهتم بما يحدث
أثناء لقاء إنسان بإنسان أخر، أو جماعة بجماعة أخرى كما أنه علم يبحث عن حل
المشاكل في المجتمع، منها الجريمة،الفقر ، الانحراف ،الرذيلة ، مشكلات الأسرة
.......الخ . أي أنه العلم الذي يساعدنا و يقدم لنا عمليا الطرق التي تمكننا من
القضاء على المشكلات التي تجعل الإنسان شقيا في حياته .
عرفه بعض العلماء بأنه علم
يدرس المجتمع دراسة علمية ، أو انه علم الظواهر الاجتماعية ،و يهتم بدراسة
المجتمعات الإنسانية. و أهم من عرف علم الاجتماع الوود « بأنه علم يدرس ظاهرة
التجمع الإنساني من حيث أصلها تطورها وظائفها أشكالها ».
1ـــ 2
/موضوع علم الاجتماع : إن موضوع علم الاجتماع الأساسي هو الظاهرة الاجتماعية في
الواقع الاجتماعي وما تمتاز به من خصائص نوعية وواقعية،و الظاهرة الاجتماعية تختلف
عن غيرها من الظواهر في هذا العالم ، من حيث طبيعتها و أصلها و خصائصها إذ هي
الوحدة الأساسية في المجتمع .
1ـــ 3
/مفاهيم علم الاجتماع
ـــأ ــــ الظاهرة الاجتماعية : يعرفها
السيد محمد بدوي في كتابه « مبادئ علم الاجتماع » كما يلي :« الظواهر الاجتماعية
هي توافق في طرق التفكير و الشعور و العادات ، يؤدي إلى نظم و قواعد دينية و خلقية
و تشريعية ، تتلاءم مع طبيعة المجتمع و تنقسم إلى ظواهر أولية و ثانوية والى ظواهر
سليمة و مرضية »
ـــ خصائص الظاهرة الاجتماعية
: من أهم الخصائص التي تتصف بها الظاهرة الاجتماعية :
ـــــ أنها نابعة من ذوات
الأفراد وترتبط بإرادتهم
ـــــ أنها ترتبط بالوجود
الاجتماعي للناس
ـــــ أنها قيمية أي تحمل معنى
ولا يمكن اعتبارها شيئية أي دون معنى
ـــــ أنها عامة نسبيا
ـــــ أنها تتميز بالثبات و
التغير في نفس الوقت
ـــــ أنها مترابطة ومتداخلة
ولا يمكن عزلها
ـــــ أنها تمثل أسلوبا أو
قالبا لتفكير الإنسان
ــــ أنها ظاهرة أولية
ب ــــ القيم
يعد مفهوم القيم من المفاهيم
الشائعة في العلوم الاجتماعية و الإنسانية تناوله الكثير من العلماء و الباحثين و
المفكرين بالدراسة و البحث و التحليل ، و اختلفوا في تصنيفها تعريفها حسب
اتجاهاتهم ومدارسهم الفكرية .
فهناك من نظر إليها على أنها
مجموعة من المعايير التي يحكم من خلالها على الأشياء بالحسن أو القبح.
و هناك من اعتبرها تفضيلا ت
يختارها الفرد . و آخرون اعتبروها حاجات و دوافع واهتمامات و اتجاهات و معتقدات
ترتبط بالفرد .
ــــ تعريف القيم : يعرف
تالكوت بارسونز القيم بأنها « المعايير التي يحكم بها على كون الشيء مرغوبا فيه أو
غير مرغوب فيه » ، كما عرفها الدكتور نبيل السمالوطي « بأنها مجموعة من الأفكار المشتركة
وجدانيا تدور حول ما هو مرغوب فيه ، والتي يرتبط فيها أعضاء الجماعة وجدانيا بحكم
تمثيلهم إياها بفعل عمليات التنشئة الاجتماعية » . ويرى المفكر زكي نجيب أن القيم
تقوم في الإنسان بالدور الذي يقوم به الربان في السفينة ، يجريها و يرسيها عن قصد
معلوم وتعتبر القيم من المواضيع الهامة في علم الاجتماع لان لها علاقة بحياة
الإنسان و الجماعات ، و لعل كل الناس يتمسكون بالقيم لأنها تعطي لوجودهم معنى
يميزهم عن غيرهم من الكائنات الأخرى لان الإنسان لا يستطيع أن يعيش بدون قيم ، بل
يسعى دائما إلى ما هو اسمي و أفضل .
ــــــ مصادر القيم : يكتسب
الفرد قيمه من الأسرة و المدرسة و جماعة الرفاق ووسائل الإعلام و الجامعة و المهنة
، وكل هذه الوسائط تستقي قيمها من المجتمع ككل .
ــــ في الإسلام : هناك 5
مصادر للقيم الإسلامية هي : القران . السنة ، الإجماع ، المصلحة المرسلة ، العرف .
ـــــ خصائص القيم : تتميز
القيم بمجموعة من الخصائص أهمها :
ـــــ النسبية : وجود القيم
أمر نسبي فإذا زالت الأشياء و انعدم الأشخاص زالت القيم .
ـــــ العلو :لدينا جميعا
إحساس بعلو القيم و ارتفاع قدرها و سموها .
ـــ الذاتية : تتعلق بالطبيعة
النفسية للفرد ، و تمثل الرغبات و الميول و العواطف ، هذه الخبرات النفسية غير
الثابتة تتغير من لحظة إلى أخرى ومن شخص إلى ا خر .
ـــــ تصنيف القيم : هناك
تصنيفات عديدة للقيم ، إذ يمكن تصنيفها على عدة أسس ، فهناك من صنفها حسب الشدة
إلى قيم إلزامية و قيم مفضلة ، وحسب الديمومة إلى قيم عابرة و قيم دائمة ،و حسب
تاريخها إلى قيم أصيلة وقيم عصرية .
واتفق اغلب المفكرين العرب على
تصنيفات متقاربة للقيم ابرزها تصنيف ابو العينين الذي صنفها حسب تعلقها بأبعاد الشخصية
المسلمة و جوانبها و جاء تصنيفه حسب الترتيب التالي :
ـــــ قيم روحية وعقائدية :
وهي التي تنظم العلاقة بين الإنسان و ربه .
ـــــ قيم أخلاقية : و هي التي
تتصل بشعور الإنسان بالمسؤولية و الجزاء كالالتزام الصدق التسامح الكرك التعاون .
ـــــ قيم عقلية : و تتصل
بالمعرفة و وطرق الوصول إليها ووظيفة المعرفة والبحث .
ـــــ قيم اجتماعية : وهي التي
ترتبط بوجود الإنسان في المجتمع و تنظم العلاقات الاجتماعية من بر الوالدين مساعدة
المحتاجين الإحسان للجيران .
ــــ قيم وجدانية : و تتصل
بالجوانب الانفعالية في الإنسان كالحب و الكره.
ـــــ قيم مادية : و تتصل
بالعناصر المادية المتصلة بالوجود الإنساني كالإنفاق المعيشة و الاقتصاد .
ـــــ قيم جمالية : و تتصل
بالذوق الجمالي و الاتساق كالنظافة النظام الاعتناء بالمظهر .
ــــج ــــ التنشئة الاجتماعية : تعريفها
لغة : التنشئة لغة من نشأ و نشوءا ، يقال نشا الطفل أي شب و قرب من الإدراك نو
يقال نشأت في بني فلان أي ربيت فيهم و شببت بينهم ، و لقد ورد مصطلح النشأة في
القران الكريم حيث قال الله تعالى : « هو أنشاكم من الأرض » أي بدا خلقكم منها و
قال أيضا « ثم انشأ ناه خلقا أخر » آي تنقله من حال إلى حال .
تعريفها اصطلاحا :يعرفها معجم
العلوم الاجتماعية بأنها عملية إعداد الفرد منذ ولادته لأن يكون كائنا اجتماعيا
وعضوا في مجتمع معين .ويعرفها حامد عبد السلام زهران أنها عملية تعلم و تعليم و
تربية و تقوم على التفاعل الاجتماعي ، وتهدف إلى إكساب الفرد طفلا فمراهقا فراشدا
فشيخا سلوكا معايير و اتجاهات مناسبة لادوار اجتماعية معينة ، تمكنه من مسايرة
جماعته و التوافق الاجتماعي معها ، و تكسبه الطابع الاجتماعي و تيسر له الاندماج
في الحياة الاجتماعية.
أما فيليب ماير فيقول أن
التنشئة الاجتماعية هي عملية غرس المهارات و الاتجاهات الضرورية لدى النشء ليلعب
الأدوار الاجتماعية المطلوبة منه في جماعة أو مجتمع .
ومن خلال هذه التعريفات نستنتج
أن التنشئة الاجتماعية عملية اجتماعية شاملة لحياة الإنسان كلها ، ويتم من خلالها تنمية
استعداداته الفطرية و تدريبه على تلبية حاجاته ، و تأهيله للحياة الاجتماعية في ظل
ثقافة مجتمعه .
ـــــ أهداف التنشئة
الاجتماعية
: تهدف عملية التنشئة الاجتماعية إلى :
ــــ تحويل الطفل من كائن
بيولوجي إلى كائن اجتماعي أي إكسابه الصفة الاجتماعية و تحمل المسؤولية .
ــــ إكساب الفرد المعايير
الاجتماعية التي تحكم السلوك و توجهه .
ـــــ تعلم الفرد الأدوار الاجتماعية
للمحافظة على استمرار المجتمع و بقائه .
ـــــ تكسب الفرد القيم
والاتجاهات و العناصر الثقافية للجماعة و أساليب التعامل و التفكير في المجتمع .
ــــ مراحل التنشئة الاجتماعية
: حسب وجهة نظر بعض المفكرين يمكن تقسيم عملية التنشئة الاجتماعية إلى 4 أطوار :
ــــ المرحلة الأولى : تكون في
الأسرة حيث تقوم هذه الأخيرة بتعليمه بعض المهارات و المعايير و أساليب الضبط .
ـــــ المرحلة الثانية : تكون
في المدرسة ، وهنا يتدرب الطفل على ادوار متخصصة و يصبح دور المعلمة يحاكي دور
الأم في الأسرة .
ـــــ المرحلة الثالثة : وهي انتقاله
من المدرسة إلى العمل وهنا يحصل تكيف جديد للفرد
ـــــ المرحلة الرابعة : و
يبدأ عند تكوين الفرد لأسرة جديدة حيث يصبح مطالبا بأداء مهام وادوار جديدة.
ـــــ دـــ الثقافة : مفهومها
: أول من وضع تعريفا للثقافة هو العالم تايلور حيث عرفها على أنها دلك الكل المركب
و المعقد الذي يشمل المعلومات و المعتقدات و الفن والأخلاق و العرف و التقاليد و العادات
وجميع القدرات الأخرى التي يستطيع الإنسان أن يكتسبها بوصفه عضوا في المجتمع . كما
يعرفها مالينوفسكي بأنها ذلك الكل المتكامل من الأدوات و السلع و الخصائص البنائية
لمختلف الجماعات الاجتماعية من الأفكار الإنسانية،الحرف ،المعتقدات و الأعراف .
إن كلمة ثقافة من المفاهيم
التي يجد علم الاجتماع صعوبة كبير في تحديدها و هي واسعة جدا ويمكن إعطاء بعض
التعريفات لهذا المفهوم :
ــــ أنها تمثل العادات و
القيم و الأفكار و طرق التصرف في المجتمع .
ــــ تمثل الثقافة وسائل
الاتصال و الوسائل المادية الموجودة في المجتمع ، كما تمثل الزراعة والفن والحرف
ــــ تمثل الثقافة أساليب
الحياة في جماعة معينة أو فئة من الفئات المميزة في المجتمع .
ـــــ خصائص الثقافة : تتميز
الثقافة بالعديد من الخصائص أهمها :
ــــ هي عبارة عن اختراع
إنساني ،أي من صنع الإنسان فهي إنسانية لان الحيوان لا ثقافة له لأنه يعيش على
الغريزة .
ــــ انتقال الثقافة من جيل
إلى جيل أخر من خلال العادات و القوانين و الأعراف.
ــــ الثقافة قابلة للتغير و
التعديل بمعنى أنها مرتبطة بالظروف الخاصة بالمجتمع .
ــــ يمكن تقسيم الثقافة إلى
ثقافة مادية أي ما أنتجه المجتمع من أشياء مادية ،و ثقافة معنوية تتضمن المواقف و
القيم والعادات و السلوكيات .
2ــــ
المحور الثاني : نظريات علم الاجتماع
ـــ 2ــ 1 /النظرية الخلدونية / 2ـــ2 / ـــ النظرية الوضعية عد أوجست كونت
2ـــ3 / ــ نظرية التضامن الاجتماعي عند دور كايم /2ــ4 /النظرية العضوية عند سبنسر
2ـــ5/ نظرية الصراع عند كارل ماركس 2ـــ6 / نظرية الفعل الاجتماعي عند ماكس فيبر
2ـــ7 / نظرية التوازن الاجتماعي عند فلفريدو باريتو 2ـــ8 / نظرية التفاعل
الاجتماعي الرمزي عند سيمل 2ـــ9 /ــــ مدرسة فرانكفورت
يمكن عرض أهم النظريات في علم الاجتماع كما يلي :
ــــ2 ـ1 / النظرية الخلدونية : يعتبر ابن خلدون أحد العلماء الذين تفخر
بهم الحضارة الإسلامية، فهو مؤسس علم الاجتماع وأول من وضعه على أسسه الحديثة، وقد
توصل إلى نظريات باهرة في هذا العلم حول قوانين العمران ونظرية العصبية، وبناء
الدولة وأطوار اعمارها وسقوطها. وقد سبقت آراؤه ونظرياته ما توصل إليه لاحقاً بعدة
قرون عدد من مشاهير العلماء كالعالم الفرنسي أوجست كونت.
عدّدَ المؤرخون لابن خلدون عدداً من المصنفات في التاريخ والحساب والمنطق
غير أن من أشهر كتبه كتاب بعنوان : العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب
والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر ، وهو يقع في سبعة مجلدات وأولها
المقدمة وهي المشهورة أيضاً بمقدمة ابن خلدون، وتشغل من هذا الكتاب ثلثه، وهي
عبارة عن مدخل موسع لهذا الكتاب وفيها يتحدث ابن خلدون ويؤصل لآرائه في الجغرافيا
والعمران والفلك وأحوال البشر وطبائعهم والمؤثرات التي تميز بعضهم عن الآخر.
ولقد تركز محور نظرية ابن خلدون على ثنائية أساسية هي البداوة و التحضر
،ولقد لاحظ أن أحوال مجتمعه تركزت على هاتين الفئتين اللتين تختلفان عن بعضهما
البعض في العديد من الصفات ،ومع ذلك فهما في تفاعل مستمر خاصة وان المجتمع هو نتاج
هذا التضاد و الصراع .
كما بين ابن خلدون أن التفاعل بين البداوة التحضر لا يتم في فراغ بل داخل
الدولة و المجتمع الذي يعتبره كائنا عضويا ، له عمر محسوس يصل إلى مدة أربعة أجيال
وتتلخص نظريته في العناصر التالية :
ــــ أن المجتمع يتكون من قطاعين هما القطاع البدوي و القطاع لحضري ،مع
الإشارة إلى أسبقية الأول في الوجود .
ــــ أن القطاع البدوي سيصير حتما إلى التحضر عبر الأجيال الأربعة ثم تبدأ
دورة جديدة وهكذا .
ــــ أن هناك فوارق بين النمطين الرئيسيين في المجتمع و هذه الفوارق قد
تكون حضارية أو ايكولوجية وغيرها .
ــــ قد م ابن خلدون معيارا للبداوة و ذلك للتفريق بين سكان البادية و سماه
مقياس آو سلم البداوة و قد طبق ذلك على البداوة عند العرب .
2ـــ 2 / النظرية الوضعية لاوجست كونت :يعتبر اوجست كونت أول من صاغ عبارة
علم الاجتماع و ذلك عقب الأحداث التي جرت في الثورة الفرنسية ،ثم طور هذا المفهوم
وأصبح يسمى علم الاجتماع الوضعي
التحق اوجست كونت بمدرسة البوليتكنيك وعمل مع أستاذه سان سيمون حتى عام
1823 م ،من أهم أعماله «دروس في الفلسفة الوضعية » و «التفكير الوضعي » ،وغيره من
المقالات و النشرات العلمية الأساسية لإعادة بناء المجتمع وتنظيمه .
عرف المجتمع الفرنسي في تلك الفترة الكثير من الصراعات الاجتماعية ،بفضل
القوى الاقتصادية و السياسية و الاجتماعية ، خاصة بعد احتلال الجزائر ،بالإضافة
إلى أن الثورة الصناعية أفرزت طبقة عاملة عاشت في ظروف شاقة ، كل ذلك دفع كونت إلى
السعي لبناء مجتمع جديد ينهض على أساس مجموعة من القيم والمعتقدات المشتركة . وهذا
بالاعتماد على علم الاجتماع الذي يهدف في الأصل إلى إعادة تنظيم دراسة المجتمع
الواقعي على أسس علمية .
ولقد وضع كونت لذلك قاعدة افتراضات هي من صلب نظريته ومن أهمها :
ــــ حدد المراحل الثلاث التي يمر بها العقل و المجتمع الإنساني ، وهي
المرحلة اللاهوتية و الغيبية ثم المرحلة الميتافيزيقية التي تهتم بالفكر المجرد ،
و أخيرا المرحلة الوضعية و هي مرحلة العلم الحديث و التي تستخدم المنهج الوصفي .
ــــ أعطى أهمية لعلم الاجتماع لأنه يعد العلم الاجتماعي الجديد الذي يهدف
إلى اكتشاف القوانين الاجتماعية على غرار القوانين لطبيعية .
ــــ غاية علم الاجتماع هي دراسة مكونات النسق الاجتماعي الذي يعتمد على
جزأين أساسين :
أـــ الاستاتيكا الاجتماعية التي تهتم بالطبيعة الاجتماعية و الإنسانية و
قوانين وجود الإنسان اجتماعيا .
ب ـــ الديناميكا الاجتماعية : وتهتم بمعالجة قوانين التغير التي تعد
المجال الرئيسي لعلم الاجتماع .
ـــــ تفسير طبيعة النسق الاجتماعي و مكوناته الأساسية وهي :
ـــ غرائز المحافظة على النوع مثل الحاجات للأكل و الشرب .
ــــ غرائز تحسين الأوضاع من صناعة غيرها .
ــــ الغرائز الاجتماعية من تضامن و إقدام وشجاعة وغيرها.
ــــ حرص على وضع علم الاجتماع على رأس العوم الطبيعية و الاجتماعية ،و
الدليل على ذلك انه اسماه في البداية الفيزياء الاجتماعية .
2ـــ 3 / نظرية التضامن الاجتماعي عند دور كايم : سار دور كايم على منوال
كونت في تحري الدقة العلمية وأصبح أستاذا في علم الاجتماع بجامعة باريس ثم جامعة
بوردو له العديد من المؤلفات منها «تقسيم العمل الاجتماعي » و « قواعد المنهج في
علم الاجتماع» و أيضا « الانتحار » .
و التضامن الاجتماعي هو من أهم القضايا التي عالجها ضمن إطار تقسيم العمل و
التخصص ،خاصة عندما شاهد التغيرات التي حدثت في المجتمع الصناعي الحديث ، و ذلك من
خلال فكرة التضامن الآلي و العضوي
ـــــ التضامن الآلي يوجد في المجتمعات البسيطة ، بمعنى أن الأفراد
متضامنون من خلال عواطف و روابط مشتركة ،و الشعور الجمعي المدعم لذلك ،وهي تعمل
على التكامل الاجتماعي المؤدي إلى استمرار الحياة الاجتماعية و هذا النوع من
المجتمعات متجانس اجتماعيا .
ــــ التضامن العضوي يقصد به طبقات المجتمعات الصناعية ،حيث يختلف مضمون
التضامن بصورة جذرية عن سابقه ،لأنه لا يقوم على العادات و التقاليد و العواطف ،بل
يقوم على مبدأ تقسيم العمل و التخصص الدقيق في الوظائف و المهن المختلفة .
ــــ الفرد في المجتمع الصناعي يأخذ استقلاليته عن المجتمع،إذ إن كل فرد
يسعى إلى تحقيق أهدافه و النظام القانوني هو المتحكم و هو سمة الضبط الاجتماعي
،بعيدا عن العرف و العادات و هذا المجتمع يتصف باللاتجانس .
ــــ هذين النوعين من التضامن يعكسان طبيعة الواقع الاجتماعي ،و بالتالي لا
بد من الثنائية بين الآلي و العضوي في المجتمع كالثنائية بين المجتمع البسيط و
المجتمع الحديث المعقد
2 ـــ 4 / النظرية العضوية عند سبنسر : يعد هربرت سبنسر من الرواد الأوائل
في علم الاجتماع غير انه ظهر بسرعة واختفى بسرعة ، ولقد كان لكتابه « دراسات في
علم الاجتماع » الذي صدر عام 1873 م شهرة كبيرة خاصة عند الطبقات الحاكمة التي
اعتمدت على أفكاره من اجل مناهضة الأفكار الإصلاحية التي كانت سائدة آنذاك .
و تقوم النظرية العضوية عند سبنسر الذي تأثر بالعلوم الطبيعية ،على أساس
الانتخاب الطبيعي كما هو الشأن في علم الأجناس ،بمعنى أنها تحقق مستوى ارقي في
الحياة لبعض المجتمعات دون غيرها .
ويمكن إجمال بعض النقاط التي جاءت بها نظريته كما يلي :
ـــــ أكد على أن عملية التطور طبيعية و عامة وشاملة ،كما يمكن استخدم
القوانين الطبيعية في دراسة كل من الظواهر الطبيعية و الاجتماعية معا .
ـــــ حدد سبنسر مهمة علم لاجتماع في دراسة المجتمع الحديث ، و اعتباره كلا
عضويا متكاملا بالرغم من وجود الكثير من الاختلاف بين أجزاءه ،كما أن هناك الكثير
من التشابه بين عملية التطور التي تحدث في البناء الوظيفي لكل من المجتمع و الكائن
العضوي .
ــــ اهتم بدراسة النظم و الوحدات الاجتماعية الكبرى والتي تشكل المجتمع
،مثل النظام الأسري و السياسي و الديني و المهني ،الذي عبر عنه من خلال تحليلاته
عن تقسيم العمل و النظام الصناعي .
ــــ عالج أفكاره عن تطور المجتمع من خلال استخدامه لمبدأ التطور التدريجي
على غرار قانون المراحل الثلاث عند كونت ،إذ بين التطور بناء نظم المجتمع من النسق
البدائي إلى القبلي القائم على العبودية إلى مجتمع متطور يقوم على نظام سياسي مميز
ألا وهو الدولة و يعتمد على التخصص وتقسيم العمل .
2ـــ 5 /ـ نظرية الصراع عند كارل ماركس :يهتم كارل ماكس في نظريته بالتطور
الاجتماعي و التغير الاجتماعي وتتلخص أفكاره فيما يلي :
ــــ يرى بان الثروة و القوة ليستا موزعتين بعدالة في المجتمع ،وعليه فهو
يرى انه لابد من أن تحتفظ إحدى الجماعات بأسباب السيطرة و القوة على غيرها من
الجماعات الأخرى .
ــــ النظام الرأسمالي يمثل تنظيما اجتماعيا يقوم على استغلال العمال من
قبل أرباب العمل و هم أصحاب رؤوس الأموال ،أي الطبقة البورجوازية التي استقطعت
فائض القيمة من الطبقة الكادحة.
ــــ ركز ماركس على قضية الصراع بين الطبقة البورجوازية و الطبقة
الكادحة،مبينا آن فكرة الصراع هي تاريخية بمعنى أنها أزلية في كل المجتمعات .
ــــ عندما نجد فئة تسيطر على جميع وسائل الإنتاج و تفقد السيطرة اقتصاديا
وسياسيا على أدوات وقوى الإنتاج سوف تنهار بسرعة ( النظام الرأسمالي )،ناهيك عن عدم
اهتمامها بقضية توزيع الدخل بين الطبقات الاجتماعية بعدالة اجتماعية .
ــــ سوف تأخذ الطبقة العاملة مبدآ المبادرة وتكتسب ما يعرف بالسيطرة
السياسية .
ــــ سوف تتبنى الطبقة العاملة النظام الاشتراكي أولا ثم تتحول إلى النظام
الشيوعي .
2ـــ 6 / نظرية الفعل الاجتماعي عندماكس فيبر: قدمت نظرية فيبر للفعل
الاجتماعي إسهامات كبرى للنظرية الاجتماعية حيث تبلورت إسهاماته في النقاط التالية
:
ـــــ مهمة علم الاجتماع هي دراسة مجموعة من القيم و تفسيرها في ضوء سياقها
الاجتماعي و التاريخي الذي ظهرت ،فيه خاصة و أن لها مؤشرات مع موضوعات كالأخلاق
البروتستانتية و الروح الرأسمالية و البيروقراطية ،مما يفسر اهتمامه بدراسة الفعل
الاجتماعي و السلوك البشري الذي يتضح من خلال هذه الظواهر و لموضوعات .
ــــ أوضح بان هناك معان للفعل الاجتماعي : المعنى الحقيقي للفعل الفردي
وهو المعنى الذاتي ، و المعنى الحقيقي المقصود وهو المستوى المعياري ،و المعنى
المناسب وهو النموذج النظري المجرد .
ــــ ميز فيبر بين أربعة أنماط من الفعل الاجتماعي يمكن اختصارها : الفعل
الاجتماعي التقليدي مثل العادات و التقاليد ، و الفعل الاجتماعي الوجداني مثل
العاطفة ،و الفعل العقلاني الموجه إلى قيمة مطلقة مثل القيم الأخلاقية ،و الفعل
العقلاني الموجه نحو هدف معين و يرتبط ذلك بالأفعال عن طريق تفسير الغاية و
النتائج التي يريد أصحاب الأفعال الوصول إليها و تحقيقها .
2 ـــ 7 / نظرية التوازن الاجتماعي عند فلفلريدو باريتو : يعد باريتو من
علماء الاجتماع الذين أسهموا في تطور علم الاجتماع خلال بدايات القرن العشرين ،
حيث يعتبر من الذين يهتمون بالعامل النفسي في الحياة الاجتماعية .
بين باريتو بان معظم النشاط البشري لا يحكمه الفكر المنطقي ، بل يعود إلى
تأثير العواطف و المشاعر و غيرها من السلوكيات غير المنطقية .
كان باريتو في بدايته عالم اقتصاد،واضطر للاستعانة بعلم الاجتماع لتفسير
السلوك الاقتصادي و العوامل المؤثرة فيه ،وعند قيامه بتحليل الدوافع الإنسانية
للفعل أشار إلى أن الأنشطة الاقتصادية غالبا ما تتأثر بالمصالح المشتركة للجماعة
.هذه الأخيرة تقيد سلوك الفرد وتجعله بعيدا عن الممارسات الأنانية وقريبا من أهداف
الجماعة و مصالحها هذا ينطبق على النماذج السلوكية الأخرى لجوانب الحياة
الاجتماعية .
2 ـــ 8 / نظرية التفاعل الاجتماعي الرمزي عند جورج سيمل : تطورت هده
النظرية على أعتاب نظريات أخرى وتتلخص بعض أفكارها فيما يلي :
ــــ التفاعل ليس ما يتم بين الناس بل يضاف إليه محاولة التأويل ،و معرفة
أفعال الآخرين و الاستجابة التي تقوم على تقويم معنى الفعل .
ــــ التفاعل الإنساني يتوسطه بالضرورة استعمال الرموز و بعد ذلك يتأكد
تأويلها وإعطاؤها معنى .
ــــ تنظر هذه النظرية إلى العلاقات الاجتماعية و أسبابها و أنواعها و كيف
تتحول من علاقات سلبية إلى علاقات ايجابية فاعلة .
2ـــ 9 /مدرسة فرانكورت : تأسست هذه المدرسة على يد مجموعة من علماء
الاجتماع الألمان، و قامت بمواجهة المدارس الكبرى في علم الاجتماع بصورة نقدية
جادة و تتلخص أفكارها فيما يلي :
ـــــ انتقاد الحتمية الاقتصادية .
ــــ محاولة الاعتماد على أفكار فرويد من اجل فهم الفرد في المجتمع
البرجوازي .
ــــ محاولة تطوير نظرية تكون ناقدة للمجتمع الرأسمالي ومبنية على ما هو
إنساني .
ــــ محاولة نقد المجتمع الجماهيري و كيفية إدارته لثقاة المجتمع
ـــ
المحور الثالث : حقول علم الاجتماع و علاقته بالعلوم الأخرى
3ـــ 1 / ـــ علاقة علم الاجتماع بعلم الاقتصاد/ 3 ــ 2 / ـــ علاقة علم الاجتماع
بعلم النفس
3 ــ 3 /ـــ علاقة علم الاجتماع بالعلوم السياسية
3 ــ 4 / علاقة علم الاجتماع بالعلوم القانونية / 3 ــ 5 /ـ علاقة علم الاجتماع
بالتاريخ
3ــ 6 /علاقة علم الاجتماع بالانثربولوجيا
مدخل: يعتبر علم الاجتماع احد العلوم السلوكية ، نظرا لاهتمامه بتفسير
السلوك الإنساني ومحاولاته المتعددة لدراسة هذا السلوك جعلته في ارتباط وثيق مع
غيره من العلوم الأخرى ، حيث هناك العديد من المعارف و العلوم تشاركه نفس المهمة
مثل علم النفس ،الاقتصاد و العلوم السياسية ،كما أن علم الاجتماع وحده يضم مجموعة
من الحقول و الميادين و الفروع ن مثل علم الاجتماع الصناعي ،التربوي، و علم
الاجتماع الحضري وعلم الاجتماع السياسي ...... الخ
وفي هذا الفصل سوف نركز أساسا على علاقة علم الاجتماع بالعلوم الإنسانية
الأخرى
3 ــ1 /علاقة علم الاجتماع بعلم النفس : كلاهما يهتم بدراسة السلوك
الإنساني ، فعلم الاجتماع يدرس حياة الجماعات و العلاقات الاجتماعية ،بينما علم
النفس يهتم بالفرد ،في حين يهتم علم النفس الاجتماعي بعلاقة الفرد بالآخرين. إن
علم النفس الفردي قد يرجع بعض الأمراض إلى ظروف البيئة الاجتماعية ، كما أن علم
النفس الاجتماعي يعد ضرورة لتدعيم علم الاجتماع في موضوع التفاعل بين الفرد و
الجماعة ،و عليه فان المجتمع هو صاحب السلطة في إعطاء التغيرات و الانفعالات
النفسية معانيها المحددة و المختلفة .
3 ــ 2 / علاقة علم الاجتماع بالاقتصاد :يعتبر علم الاقتصاد علما من العلوم
الاجتماعية يهتم بالسلوك الإنساني باعتبار أن الإنسان لم يخلق في هذا الكون لجمع
المال فقط ، بل لتحقيق أهداف اسمي تتمثل في الانشغال بالعمل لإرضاء الضمير، و
الحرص على الكرامة و الشرف و الأخلاق نوهنا يكمن التداخل بين علم الاجتماع و
الاقتصاد لدراسة التأثير بين هذه الظواهر و البيئة الاقتصادية و الاجتماعية .
3 ــــ 3 / علاقة علم الاجتماع بالعلوم السياسية :يتضمن علم السياسة
النظرية السياسية و الإدارة الحكومية و دراسة السلوك السياسي في المجال الحزبي
والانتخابي ، بينما أضفى علم الاجتماع على هذه الظواهر مسحة سوسيولوجية في معالجة
و إيجاد الحلول لبعض الظواهر السياسية ،كالضبط الاجتماعي و السياسي و السلطة و
النظام السياسي نأي كل ما يرتبط بالحراك السياسي الذي يستمد قوته ومساندته من
الحراك الاجتماعي .
3 ــ 4 / علاقة علم الاجتماع بالقانون :علاقة علم الاجتماع بالقانون علاقة
وثيقة ،إذ يدرس القانون القواعد التي تنظم المجتمع و التي تشرعها الدولة و تفرضها
لتنظيم العلاقة بين المواطنين من جهة ،وبينهم وبين الدولة من جهة أخرى ، و يستعين
القانون بعلم الاجتماع للإحاطة بالظواهر الاجتماعية المختلفة ليتسنى له الربط بين
القواعد التي يقررها لتنظيم سلوك وعلاقات الأفراد ، والبيئة الاجتماعية التي توضع
هذه القواعد من اجلها .
3 ــ 5 / علاقة علم الاجتماع بالتاريخ : إن علم الاجتماع يدرس الوقائع و
العلاقات الاجتماعية التي تقع في الحاضر ، بينما التاريخ يدرسها ضمن حدوثها في
الماضي ، كما أن المؤرخ يعرض الأحداث دون تفسير لأسباب وقوعها و ربطها بأنظمة
المجتمع و بنائه ، بينما السوسيولوجي يهتم بالعلاقات المتبادلة و الوقائع ووظائفها
الاجتماعية ضمن المجتمع ككل ، وعادة ما نجد المؤرخين قد ركزوا على تاريخ الحروب و
الدول دون الاهتمام بالتغيرات التي تحدث في النظم الاجتماعية ، أو في العلاقات
الاجتماعية هذه الأخيرة تشكل ميدانا خصبا للدراسات السوسيولوجية
3 ــ 6 /ـ علاقة علم الاجتماع بالانثروبولوجيا :تقوم الانثروبولوجيا بدراسة
نشأة المجتمعات و تطورها وتطور الثقافات ،فلذلك هي على علاقة وثيقة بعلم الاجتماع
خاصة في مجال الدراسة العلمية للثقافة الذي يشكل أهم المواضيع في كلا العلمين ،
كما أننا نحد أن عالم الانثروبولوجيا يتصل مبشرة بالمجتمع الذي يسعى إلى دراسته و
يعيش فيه فترة زمنية ، ويلم بلغته و تقاليده و عاداته في حين نجد عالم الاجتماع
يكتفي بدراسة ما يتوفر لديه من وثائق و معلومات يجمعها ،و يعتمد على بعض الدراسات
الإحصائية في بناء و تفسير أبحاثه .
4ـــ المحور الرابع : المؤسسات الاجتماعية :
المفهوم ، المكونات ،الأنواع:
4 ــ1/ مفهوم المؤسسة الاجتماعية :هي جماعة من الناس اجتمعت لتحقيق مصلحة آو عدة
مصالح مشتركة .
عرفها برنارد بأنها :«انساق فرعية تدخل في نطاق ما يعرف بالنسق التعاوني ، و يتكون
النسق التعاوني من عناصر مركبة فيزيقية بيولوجية شخصية و اجتماعية نتنشا بينها
علاقة منظمة من نوع خاص كنتيجة للتعاون بين شخصين أو أكثر نمن اجل تحقيق هدف واحد على
الأقل » .
كما عرفها بعض المفكرين بأنها :«أساليب للعمل و الإحساس و التفكير .
متبلورة والى حد ما ثابتة ملزمة و مميزة لمجموعة اجتماعية معينة » .
ففي المؤسسة الاجتماعية تتشكل العلاقات الخاصة بين الأفراد و تتحدد الأدوار
و المكانات ،كما تتحدد الحقوق و الواجبات و طرق تلبية الحاجات ،كما أن علاقة الفرد
بالمجتمع لا تكون إلا من خلال المؤسسة الاجتماعية ،و المؤسسة الاجتماعية هي خاصية
من الخواص النفسية الروحية و العقلية للفرد فهي من صميم فطرته .
4 ـــ 2 /مكونات المؤسسة الاجتماعية :كل مؤسسة اجتماعية مهما كانت طبيعتها
رسمية آو غير رسمية تشمل المكونات التالية :
ــــأ الأفراد : إن وجود الأفراد شرط أساسي لقيام أي مؤسسة وبدونه لا يمكن
أن نتصور وجودها ،فلا بد أن يكون هناك على الأقل فردين يقرران بحرية الانتماء إلى
بعضهما لتشكيل مؤسسة اجتماعية .
ـب ـــ العلاقات الاجتماعية : إن و جود الأفراد لا يمكن أن يؤدي إلى وجود
مؤسسة اجتماعية إذا لم تنشا بينهم علاقة اجتماعية مهما كان نوعها ،لان وجود
المؤسسة يعتمد على عنصر ضروري ألا وهو العلاقات الاجتماعية التي تربط أفراد
المؤسسة ، ويمكن النظر إلى المؤسسة الاجتماعية على هذا الأساس على أنها بناء قائم
على نسيج من العلاقات الاجتماعية .
ـج ـــ الأبنية و الأساليب الفنية :كل مؤسسة اجتماعية تحتاج إلى أماكن
تستقر فيها ،و تمكنها من ممارسة أنشطتها ،و تختلف الأبنية باختلاف الأهداف
و الأنشطة و الوظائف الخاصة بكل مؤسسة .
د ـــ الأهداف :لكل مؤسسة اجتماعية أهدافها الخاصة والمميزة لها عن سائر
المؤسسات ،وتكون الأهداف واضحة ومحددة لأنه بوضوح الأهداف تتضح الأساليب و الوسائل
، بل يتضح المنهج الذي يلتزم به الأفراد .
ه ـــ المراكز( المكانة ): لكل فرد في المؤسسة وضعا أو مركزا معينا يخوله
القيام بجملة من الأنشطة المحددة و المترتبة عن هذا المركز ، ويأخذ ثوابا حين يقوم
بها و عقابا حين الإخلال بها .
و ــــ الأدوار :و تشمل الفعل و الاتجاه و الموقف المناسب للمركز الذي
يحتله الفرد في المؤسسة .
ز ـــ السلطة : هي الحق الذي يتخلل أي مؤسسة اجتماعية و يمكن مالكه من
تحديد السياسات و إعلان القرارات و إصدار الأوامر و توجيه الأفراد ، انطلاقا من
المركز الذي يحتله و يتفوق من خلاله على بقية الأفراد ممن هم دونه في المستوى
التنظيمي .
م ـــ الميثاق آو النظام العام : و قد يكون رسمي آو غير رسمي ومكتوبا أو
شفهيا .
ي ـــ الرموز : لكل مؤسسة رموزها و سماتها النوعية و المادية و المعنوية
التي تحدد خصائصها المميزة لها عن غيرها من المؤسسات ،ويتمثل ذلك في الأسماء و
الشارات و الألوان و الأشكا .
4 ــ 3 / أنواع المؤسسات الاجتماعية يمكن تقسيم المؤسسات الاجتماعية حسب
الأهداف و الوظائف إلى :
ا ــــ المؤسسات الاقتصادية : وهي التي تهتم بإنتاج السلع وتوزيعها ،و بناء
القاعدة المادية للإنتاج في مجالات الصناعة و الزراعة و التجارة والخدمات ب ـــ
المؤسسات التشريعية : وهي التي تقوم بسن القوانين و رسم السياسات العامة للبلاد ن
مثل مجلس الأمة و المجلس الشعبي الوطني .........الخ
ج ــــ المؤسسات السياسية : و تهتم بتوزيع النفوذ و القوة في المجتمع على
الأفراد و الجماعات ،و ترسم معالم الإدارة السياسية و تحدد حقوق وواجبات الحكم ،
مثل الحكومة الوزارات الأحزاب السياسية .
د ـــ المؤسسات العسكرية : هي التشكيلات و الوحدات القتالية على اختلاف
تخصصاتها و حجمها و مسؤوليتها ،وما تشغله من بنايات و ما تملكه من معدات ووسائل
تهدف إلى حماية الوطن و الحفاظ على استقراره و أمنه ونظامه .
ه ـــ المؤسسات القضائية : وهي التي تتولى فض النزاعات بين الأفراد و
الجماعات .
و ـــ مؤسسات التنشئة الاجتماعية : هي تلك الوحدات الاجتماعية التي ينشئها
المجتمع ،من اجل تنمية استعدادات الفرد الفطرية ، و تدريبه على تلبية حاجاته نو
تأهيله للحياة الاجتماعية في ظل ثقافة مجتمعه ،وهي : الأسرة المدرسة المسجد وسائل
الإعلام .........الخ .
وزارة التعليم العالي و البحث العلمي
جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية
كلية الشريعة و الإقتصاد
قسم الإقتصاد و الإدارة
المقياس :مدخل لعلم الاجتماع
المستوى : سنة أولى ل.م.د
ـــ 2ــ 1 /النظرية الخلدونية / 2ـــ2 / ـــ النظرية الوضعية عد أوجست كونت
2ـــ3 / ــ نظرية التضامن الاجتماعي عند دور كايم /2ــ4 /النظرية العضوية عند سبنسر
2ـــ5/ نظرية الصراع عند كارل ماركس 2ـــ6 / نظرية الفعل الاجتماعي عند ماكس فيبر
2ـــ7 / نظرية التوازن الاجتماعي عند فلفريدو باريتو 2ـــ8 / نظرية التفاعل الاجتماعي الرمزي عند سيمل 2ـــ9 /ــــ مدرسة فرانكفورت
يمكن عرض أهم النظريات في علم الاجتماع كما يلي :
ــــ2 ـ1 / النظرية الخلدونية : يعتبر ابن خلدون أحد العلماء الذين تفخر بهم الحضارة الإسلامية، فهو مؤسس علم الاجتماع وأول من وضعه على أسسه الحديثة، وقد توصل إلى نظريات باهرة في هذا العلم حول قوانين العمران ونظرية العصبية، وبناء الدولة وأطوار اعمارها وسقوطها. وقد سبقت آراؤه ونظرياته ما توصل إليه لاحقاً بعدة قرون عدد من مشاهير العلماء كالعالم الفرنسي أوجست كونت.
عدّدَ المؤرخون لابن خلدون عدداً من المصنفات في التاريخ والحساب والمنطق غير أن من أشهر كتبه كتاب بعنوان : العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر ، وهو يقع في سبعة مجلدات وأولها المقدمة وهي المشهورة أيضاً بمقدمة ابن خلدون، وتشغل من هذا الكتاب ثلثه، وهي عبارة عن مدخل موسع لهذا الكتاب وفيها يتحدث ابن خلدون ويؤصل لآرائه في الجغرافيا والعمران والفلك وأحوال البشر وطبائعهم والمؤثرات التي تميز بعضهم عن الآخر.
ولقد تركز محور نظرية ابن خلدون على ثنائية أساسية هي البداوة و التحضر ،ولقد لاحظ أن أحوال مجتمعه تركزت على هاتين الفئتين اللتين تختلفان عن بعضهما البعض في العديد من الصفات ،ومع ذلك فهما في تفاعل مستمر خاصة وان المجتمع هو نتاج هذا التضاد و الصراع .
كما بين ابن خلدون أن التفاعل بين البداوة التحضر لا يتم في فراغ بل داخل الدولة و المجتمع الذي يعتبره كائنا عضويا ، له عمر محسوس يصل إلى مدة أربعة أجيال وتتلخص نظريته في العناصر التالية :
ــــ أن المجتمع يتكون من قطاعين هما القطاع البدوي و القطاع لحضري ،مع الإشارة إلى أسبقية الأول في الوجود .
ــــ أن القطاع البدوي سيصير حتما إلى التحضر عبر الأجيال الأربعة ثم تبدأ دورة جديدة وهكذا .
ــــ أن هناك فوارق بين النمطين الرئيسيين في المجتمع و هذه الفوارق قد تكون حضارية أو ايكولوجية وغيرها .
ــــ قد م ابن خلدون معيارا للبداوة و ذلك للتفريق بين سكان البادية و سماه مقياس آو سلم البداوة و قد طبق ذلك على البداوة عند العرب .
2ـــ 2 / النظرية الوضعية لاوجست كونت :يعتبر اوجست كونت أول من صاغ عبارة علم الاجتماع و ذلك عقب الأحداث التي جرت في الثورة الفرنسية ،ثم طور هذا المفهوم وأصبح يسمى علم الاجتماع الوضعي
التحق اوجست كونت بمدرسة البوليتكنيك وعمل مع أستاذه سان سيمون حتى عام 1823 م ،من أهم أعماله «دروس في الفلسفة الوضعية » و «التفكير الوضعي » ،وغيره من المقالات و النشرات العلمية الأساسية لإعادة بناء المجتمع وتنظيمه .
عرف المجتمع الفرنسي في تلك الفترة الكثير من الصراعات الاجتماعية ،بفضل القوى الاقتصادية و السياسية و الاجتماعية ، خاصة بعد احتلال الجزائر ،بالإضافة إلى أن الثورة الصناعية أفرزت طبقة عاملة عاشت في ظروف شاقة ، كل ذلك دفع كونت إلى السعي لبناء مجتمع جديد ينهض على أساس مجموعة من القيم والمعتقدات المشتركة . وهذا بالاعتماد على علم الاجتماع الذي يهدف في الأصل إلى إعادة تنظيم دراسة المجتمع الواقعي على أسس علمية .
ولقد وضع كونت لذلك قاعدة افتراضات هي من صلب نظريته ومن أهمها :
ــــ حدد المراحل الثلاث التي يمر بها العقل و المجتمع الإنساني ، وهي المرحلة اللاهوتية و الغيبية ثم المرحلة الميتافيزيقية التي تهتم بالفكر المجرد ، و أخيرا المرحلة الوضعية و هي مرحلة العلم الحديث و التي تستخدم المنهج الوصفي .
ــــ أعطى أهمية لعلم الاجتماع لأنه يعد العلم الاجتماعي الجديد الذي يهدف إلى اكتشاف القوانين الاجتماعية على غرار القوانين لطبيعية .
ــــ غاية علم الاجتماع هي دراسة مكونات النسق الاجتماعي الذي يعتمد على جزأين أساسين :
أـــ الاستاتيكا الاجتماعية التي تهتم بالطبيعة الاجتماعية و الإنسانية و قوانين وجود الإنسان اجتماعيا .
ب ـــ الديناميكا الاجتماعية : وتهتم بمعالجة قوانين التغير التي تعد المجال الرئيسي لعلم الاجتماع .
ـــــ تفسير طبيعة النسق الاجتماعي و مكوناته الأساسية وهي :
ـــ غرائز المحافظة على النوع مثل الحاجات للأكل و الشرب .
ــــ غرائز تحسين الأوضاع من صناعة غيرها .
ــــ الغرائز الاجتماعية من تضامن و إقدام وشجاعة وغيرها.
ــــ حرص على وضع علم الاجتماع على رأس العوم الطبيعية و الاجتماعية ،و الدليل على ذلك انه اسماه في البداية الفيزياء الاجتماعية .
2ـــ 3 / نظرية التضامن الاجتماعي عند دور كايم : سار دور كايم على منوال كونت في تحري الدقة العلمية وأصبح أستاذا في علم الاجتماع بجامعة باريس ثم جامعة بوردو له العديد من المؤلفات منها «تقسيم العمل الاجتماعي » و « قواعد المنهج في علم الاجتماع» و أيضا « الانتحار » .
و التضامن الاجتماعي هو من أهم القضايا التي عالجها ضمن إطار تقسيم العمل و التخصص ،خاصة عندما شاهد التغيرات التي حدثت في المجتمع الصناعي الحديث ، و ذلك من خلال فكرة التضامن الآلي و العضوي
ـــــ التضامن الآلي يوجد في المجتمعات البسيطة ، بمعنى أن الأفراد متضامنون من خلال عواطف و روابط مشتركة ،و الشعور الجمعي المدعم لذلك ،وهي تعمل على التكامل الاجتماعي المؤدي إلى استمرار الحياة الاجتماعية و هذا النوع من المجتمعات متجانس اجتماعيا .
ــــ التضامن العضوي يقصد به طبقات المجتمعات الصناعية ،حيث يختلف مضمون التضامن بصورة جذرية عن سابقه ،لأنه لا يقوم على العادات و التقاليد و العواطف ،بل يقوم على مبدأ تقسيم العمل و التخصص الدقيق في الوظائف و المهن المختلفة .
ــــ الفرد في المجتمع الصناعي يأخذ استقلاليته عن المجتمع،إذ إن كل فرد يسعى إلى تحقيق أهدافه و النظام القانوني هو المتحكم و هو سمة الضبط الاجتماعي ،بعيدا عن العرف و العادات و هذا المجتمع يتصف باللاتجانس .
ــــ هذين النوعين من التضامن يعكسان طبيعة الواقع الاجتماعي ،و بالتالي لا بد من الثنائية بين الآلي و العضوي في المجتمع كالثنائية بين المجتمع البسيط و المجتمع الحديث المعقد
2 ـــ 4 / النظرية العضوية عند سبنسر : يعد هربرت سبنسر من الرواد الأوائل في علم الاجتماع غير انه ظهر بسرعة واختفى بسرعة ، ولقد كان لكتابه « دراسات في علم الاجتماع » الذي صدر عام 1873 م شهرة كبيرة خاصة عند الطبقات الحاكمة التي اعتمدت على أفكاره من اجل مناهضة الأفكار الإصلاحية التي كانت سائدة آنذاك .
و تقوم النظرية العضوية عند سبنسر الذي تأثر بالعلوم الطبيعية ،على أساس الانتخاب الطبيعي كما هو الشأن في علم الأجناس ،بمعنى أنها تحقق مستوى ارقي في الحياة لبعض المجتمعات دون غيرها .
ويمكن إجمال بعض النقاط التي جاءت بها نظريته كما يلي :
ـــــ أكد على أن عملية التطور طبيعية و عامة وشاملة ،كما يمكن استخدم القوانين الطبيعية في دراسة كل من الظواهر الطبيعية و الاجتماعية معا .
ـــــ حدد سبنسر مهمة علم لاجتماع في دراسة المجتمع الحديث ، و اعتباره كلا عضويا متكاملا بالرغم من وجود الكثير من الاختلاف بين أجزاءه ،كما أن هناك الكثير من التشابه بين عملية التطور التي تحدث في البناء الوظيفي لكل من المجتمع و الكائن العضوي .
ــــ اهتم بدراسة النظم و الوحدات الاجتماعية الكبرى والتي تشكل المجتمع ،مثل النظام الأسري و السياسي و الديني و المهني ،الذي عبر عنه من خلال تحليلاته عن تقسيم العمل و النظام الصناعي .
ــــ عالج أفكاره عن تطور المجتمع من خلال استخدامه لمبدأ التطور التدريجي على غرار قانون المراحل الثلاث عند كونت ،إذ بين التطور بناء نظم المجتمع من النسق البدائي إلى القبلي القائم على العبودية إلى مجتمع متطور يقوم على نظام سياسي مميز ألا وهو الدولة و يعتمد على التخصص وتقسيم العمل .
2ـــ 5 /ـ نظرية الصراع عند كارل ماركس :يهتم كارل ماكس في نظريته بالتطور الاجتماعي و التغير الاجتماعي وتتلخص أفكاره فيما يلي :
ــــ يرى بان الثروة و القوة ليستا موزعتين بعدالة في المجتمع ،وعليه فهو يرى انه لابد من أن تحتفظ إحدى الجماعات بأسباب السيطرة و القوة على غيرها من الجماعات الأخرى .
ــــ النظام الرأسمالي يمثل تنظيما اجتماعيا يقوم على استغلال العمال من قبل أرباب العمل و هم أصحاب رؤوس الأموال ،أي الطبقة البورجوازية التي استقطعت فائض القيمة من الطبقة الكادحة.
ــــ ركز ماركس على قضية الصراع بين الطبقة البورجوازية و الطبقة الكادحة،مبينا آن فكرة الصراع هي تاريخية بمعنى أنها أزلية في كل المجتمعات .
ــــ عندما نجد فئة تسيطر على جميع وسائل الإنتاج و تفقد السيطرة اقتصاديا وسياسيا على أدوات وقوى الإنتاج سوف تنهار بسرعة ( النظام الرأسمالي )،ناهيك عن عدم اهتمامها بقضية توزيع الدخل بين الطبقات الاجتماعية بعدالة اجتماعية .
ــــ سوف تأخذ الطبقة العاملة مبدآ المبادرة وتكتسب ما يعرف بالسيطرة السياسية .
ــــ سوف تتبنى الطبقة العاملة النظام الاشتراكي أولا ثم تتحول إلى النظام الشيوعي .
2ـــ 6 / نظرية الفعل الاجتماعي عندماكس فيبر: قدمت نظرية فيبر للفعل الاجتماعي إسهامات كبرى للنظرية الاجتماعية حيث تبلورت إسهاماته في النقاط التالية :
ـــــ مهمة علم الاجتماع هي دراسة مجموعة من القيم و تفسيرها في ضوء سياقها الاجتماعي و التاريخي الذي ظهرت ،فيه خاصة و أن لها مؤشرات مع موضوعات كالأخلاق البروتستانتية و الروح الرأسمالية و البيروقراطية ،مما يفسر اهتمامه بدراسة الفعل الاجتماعي و السلوك البشري الذي يتضح من خلال هذه الظواهر و لموضوعات .
ــــ أوضح بان هناك معان للفعل الاجتماعي : المعنى الحقيقي للفعل الفردي وهو المعنى الذاتي ، و المعنى الحقيقي المقصود وهو المستوى المعياري ،و المعنى المناسب وهو النموذج النظري المجرد .
ــــ ميز فيبر بين أربعة أنماط من الفعل الاجتماعي يمكن اختصارها : الفعل الاجتماعي التقليدي مثل العادات و التقاليد ، و الفعل الاجتماعي الوجداني مثل العاطفة ،و الفعل العقلاني الموجه إلى قيمة مطلقة مثل القيم الأخلاقية ،و الفعل العقلاني الموجه نحو هدف معين و يرتبط ذلك بالأفعال عن طريق تفسير الغاية و النتائج التي يريد أصحاب الأفعال الوصول إليها و تحقيقها .
2 ـــ 7 / نظرية التوازن الاجتماعي عند فلفلريدو باريتو : يعد باريتو من علماء الاجتماع الذين أسهموا في تطور علم الاجتماع خلال بدايات القرن العشرين ، حيث يعتبر من الذين يهتمون بالعامل النفسي في الحياة الاجتماعية .
بين باريتو بان معظم النشاط البشري لا يحكمه الفكر المنطقي ، بل يعود إلى تأثير العواطف و المشاعر و غيرها من السلوكيات غير المنطقية .
كان باريتو في بدايته عالم اقتصاد،واضطر للاستعانة بعلم الاجتماع لتفسير السلوك الاقتصادي و العوامل المؤثرة فيه ،وعند قيامه بتحليل الدوافع الإنسانية للفعل أشار إلى أن الأنشطة الاقتصادية غالبا ما تتأثر بالمصالح المشتركة للجماعة .هذه الأخيرة تقيد سلوك الفرد وتجعله بعيدا عن الممارسات الأنانية وقريبا من أهداف الجماعة و مصالحها هذا ينطبق على النماذج السلوكية الأخرى لجوانب الحياة الاجتماعية .
2 ـــ 8 / نظرية التفاعل الاجتماعي الرمزي عند جورج سيمل : تطورت هده النظرية على أعتاب نظريات أخرى وتتلخص بعض أفكارها فيما يلي :
ــــ التفاعل ليس ما يتم بين الناس بل يضاف إليه محاولة التأويل ،و معرفة أفعال الآخرين و الاستجابة التي تقوم على تقويم معنى الفعل .
ــــ التفاعل الإنساني يتوسطه بالضرورة استعمال الرموز و بعد ذلك يتأكد تأويلها وإعطاؤها معنى .
ــــ تنظر هذه النظرية إلى العلاقات الاجتماعية و أسبابها و أنواعها و كيف تتحول من علاقات سلبية إلى علاقات ايجابية فاعلة .
2ـــ 9 /مدرسة فرانكورت : تأسست هذه المدرسة على يد مجموعة من علماء الاجتماع الألمان، و قامت بمواجهة المدارس الكبرى في علم الاجتماع بصورة نقدية جادة و تتلخص أفكارها فيما يلي :
ـــــ انتقاد الحتمية الاقتصادية .
ــــ محاولة الاعتماد على أفكار فرويد من اجل فهم الفرد في المجتمع البرجوازي .
ــــ محاولة تطوير نظرية تكون ناقدة للمجتمع الرأسمالي ومبنية على ما هو إنساني .
ــــ محاولة نقد المجتمع الجماهيري و كيفية إدارته لثقاة المجتمع
3ـــ 1 / ـــ علاقة علم الاجتماع بعلم الاقتصاد/ 3 ــ 2 / ـــ علاقة علم الاجتماع بعلم النفس
3 ــ 3 /ـــ علاقة علم الاجتماع بالعلوم السياسية
3 ــ 4 / علاقة علم الاجتماع بالعلوم القانونية / 3 ــ 5 /ـ علاقة علم الاجتماع بالتاريخ
3ــ 6 /علاقة علم الاجتماع بالانثربولوجيا
مدخل: يعتبر علم الاجتماع احد العلوم السلوكية ، نظرا لاهتمامه بتفسير السلوك الإنساني ومحاولاته المتعددة لدراسة هذا السلوك جعلته في ارتباط وثيق مع غيره من العلوم الأخرى ، حيث هناك العديد من المعارف و العلوم تشاركه نفس المهمة مثل علم النفس ،الاقتصاد و العلوم السياسية ،كما أن علم الاجتماع وحده يضم مجموعة من الحقول و الميادين و الفروع ن مثل علم الاجتماع الصناعي ،التربوي، و علم الاجتماع الحضري وعلم الاجتماع السياسي ...... الخ
وفي هذا الفصل سوف نركز أساسا على علاقة علم الاجتماع بالعلوم الإنسانية الأخرى
3 ــ1 /علاقة علم الاجتماع بعلم النفس : كلاهما يهتم بدراسة السلوك الإنساني ، فعلم الاجتماع يدرس حياة الجماعات و العلاقات الاجتماعية ،بينما علم النفس يهتم بالفرد ،في حين يهتم علم النفس الاجتماعي بعلاقة الفرد بالآخرين. إن علم النفس الفردي قد يرجع بعض الأمراض إلى ظروف البيئة الاجتماعية ، كما أن علم النفس الاجتماعي يعد ضرورة لتدعيم علم الاجتماع في موضوع التفاعل بين الفرد و الجماعة ،و عليه فان المجتمع هو صاحب السلطة في إعطاء التغيرات و الانفعالات النفسية معانيها المحددة و المختلفة .
3 ــ 2 / علاقة علم الاجتماع بالاقتصاد :يعتبر علم الاقتصاد علما من العلوم الاجتماعية يهتم بالسلوك الإنساني باعتبار أن الإنسان لم يخلق في هذا الكون لجمع المال فقط ، بل لتحقيق أهداف اسمي تتمثل في الانشغال بالعمل لإرضاء الضمير، و الحرص على الكرامة و الشرف و الأخلاق نوهنا يكمن التداخل بين علم الاجتماع و الاقتصاد لدراسة التأثير بين هذه الظواهر و البيئة الاقتصادية و الاجتماعية .
3 ــــ 3 / علاقة علم الاجتماع بالعلوم السياسية :يتضمن علم السياسة النظرية السياسية و الإدارة الحكومية و دراسة السلوك السياسي في المجال الحزبي والانتخابي ، بينما أضفى علم الاجتماع على هذه الظواهر مسحة سوسيولوجية في معالجة و إيجاد الحلول لبعض الظواهر السياسية ،كالضبط الاجتماعي و السياسي و السلطة و النظام السياسي نأي كل ما يرتبط بالحراك السياسي الذي يستمد قوته ومساندته من الحراك الاجتماعي .
3 ــ 4 / علاقة علم الاجتماع بالقانون :علاقة علم الاجتماع بالقانون علاقة وثيقة ،إذ يدرس القانون القواعد التي تنظم المجتمع و التي تشرعها الدولة و تفرضها لتنظيم العلاقة بين المواطنين من جهة ،وبينهم وبين الدولة من جهة أخرى ، و يستعين القانون بعلم الاجتماع للإحاطة بالظواهر الاجتماعية المختلفة ليتسنى له الربط بين القواعد التي يقررها لتنظيم سلوك وعلاقات الأفراد ، والبيئة الاجتماعية التي توضع هذه القواعد من اجلها .
3 ــ 5 / علاقة علم الاجتماع بالتاريخ : إن علم الاجتماع يدرس الوقائع و العلاقات الاجتماعية التي تقع في الحاضر ، بينما التاريخ يدرسها ضمن حدوثها في الماضي ، كما أن المؤرخ يعرض الأحداث دون تفسير لأسباب وقوعها و ربطها بأنظمة المجتمع و بنائه ، بينما السوسيولوجي يهتم بالعلاقات المتبادلة و الوقائع ووظائفها الاجتماعية ضمن المجتمع ككل ، وعادة ما نجد المؤرخين قد ركزوا على تاريخ الحروب و الدول دون الاهتمام بالتغيرات التي تحدث في النظم الاجتماعية ، أو في العلاقات الاجتماعية هذه الأخيرة تشكل ميدانا خصبا للدراسات السوسيولوجية
3 ــ 6 /ـ علاقة علم الاجتماع بالانثروبولوجيا :تقوم الانثروبولوجيا بدراسة نشأة المجتمعات و تطورها وتطور الثقافات ،فلذلك هي على علاقة وثيقة بعلم الاجتماع خاصة في مجال الدراسة العلمية للثقافة الذي يشكل أهم المواضيع في كلا العلمين ، كما أننا نحد أن عالم الانثروبولوجيا يتصل مبشرة بالمجتمع الذي يسعى إلى دراسته و يعيش فيه فترة زمنية ، ويلم بلغته و تقاليده و عاداته في حين نجد عالم الاجتماع يكتفي بدراسة ما يتوفر لديه من وثائق و معلومات يجمعها ،و يعتمد على بعض الدراسات الإحصائية في بناء و تفسير أبحاثه .
4 ــ1/ مفهوم المؤسسة الاجتماعية :هي جماعة من الناس اجتمعت لتحقيق مصلحة آو عدة مصالح مشتركة .
عرفها برنارد بأنها :«انساق فرعية تدخل في نطاق ما يعرف بالنسق التعاوني ، و يتكون النسق التعاوني من عناصر مركبة فيزيقية بيولوجية شخصية و اجتماعية نتنشا بينها علاقة منظمة من نوع خاص كنتيجة للتعاون بين شخصين أو أكثر نمن اجل تحقيق هدف واحد على الأقل » .
كما عرفها بعض المفكرين بأنها :«أساليب للعمل و الإحساس و التفكير . متبلورة والى حد ما ثابتة ملزمة و مميزة لمجموعة اجتماعية معينة » .
ففي المؤسسة الاجتماعية تتشكل العلاقات الخاصة بين الأفراد و تتحدد الأدوار و المكانات ،كما تتحدد الحقوق و الواجبات و طرق تلبية الحاجات ،كما أن علاقة الفرد بالمجتمع لا تكون إلا من خلال المؤسسة الاجتماعية ،و المؤسسة الاجتماعية هي خاصية من الخواص النفسية الروحية و العقلية للفرد فهي من صميم فطرته .
4 ـــ 2 /مكونات المؤسسة الاجتماعية :كل مؤسسة اجتماعية مهما كانت طبيعتها رسمية آو غير رسمية تشمل المكونات التالية :
ــــأ الأفراد : إن وجود الأفراد شرط أساسي لقيام أي مؤسسة وبدونه لا يمكن أن نتصور وجودها ،فلا بد أن يكون هناك على الأقل فردين يقرران بحرية الانتماء إلى بعضهما لتشكيل مؤسسة اجتماعية .
ـب ـــ العلاقات الاجتماعية : إن و جود الأفراد لا يمكن أن يؤدي إلى وجود مؤسسة اجتماعية إذا لم تنشا بينهم علاقة اجتماعية مهما كان نوعها ،لان وجود المؤسسة يعتمد على عنصر ضروري ألا وهو العلاقات الاجتماعية التي تربط أفراد المؤسسة ، ويمكن النظر إلى المؤسسة الاجتماعية على هذا الأساس على أنها بناء قائم على نسيج من العلاقات الاجتماعية .
ـج ـــ الأبنية و الأساليب الفنية :كل مؤسسة اجتماعية تحتاج إلى أماكن تستقر فيها ،و تمكنها من ممارسة أنشطتها ،و تختلف الأبنية باختلاف الأهداف و الأنشطة و الوظائف الخاصة بكل مؤسسة .
د ـــ الأهداف :لكل مؤسسة اجتماعية أهدافها الخاصة والمميزة لها عن سائر المؤسسات ،وتكون الأهداف واضحة ومحددة لأنه بوضوح الأهداف تتضح الأساليب و الوسائل ، بل يتضح المنهج الذي يلتزم به الأفراد .
ه ـــ المراكز( المكانة ): لكل فرد في المؤسسة وضعا أو مركزا معينا يخوله القيام بجملة من الأنشطة المحددة و المترتبة عن هذا المركز ، ويأخذ ثوابا حين يقوم بها و عقابا حين الإخلال بها .
و ــــ الأدوار :و تشمل الفعل و الاتجاه و الموقف المناسب للمركز الذي يحتله الفرد في المؤسسة .
ز ـــ السلطة : هي الحق الذي يتخلل أي مؤسسة اجتماعية و يمكن مالكه من تحديد السياسات و إعلان القرارات و إصدار الأوامر و توجيه الأفراد ، انطلاقا من المركز الذي يحتله و يتفوق من خلاله على بقية الأفراد ممن هم دونه في المستوى التنظيمي .
م ـــ الميثاق آو النظام العام : و قد يكون رسمي آو غير رسمي ومكتوبا أو شفهيا .
ي ـــ الرموز : لكل مؤسسة رموزها و سماتها النوعية و المادية و المعنوية التي تحدد خصائصها المميزة لها عن غيرها من المؤسسات ،ويتمثل ذلك في الأسماء و الشارات و الألوان و الأشكا .
4 ــ 3 / أنواع المؤسسات الاجتماعية يمكن تقسيم المؤسسات الاجتماعية حسب الأهداف و الوظائف إلى :
ا ــــ المؤسسات الاقتصادية : وهي التي تهتم بإنتاج السلع وتوزيعها ،و بناء القاعدة المادية للإنتاج في مجالات الصناعة و الزراعة و التجارة والخدمات ب ـــ المؤسسات التشريعية : وهي التي تقوم بسن القوانين و رسم السياسات العامة للبلاد ن مثل مجلس الأمة و المجلس الشعبي الوطني .........الخ
ج ــــ المؤسسات السياسية : و تهتم بتوزيع النفوذ و القوة في المجتمع على الأفراد و الجماعات ،و ترسم معالم الإدارة السياسية و تحدد حقوق وواجبات الحكم ، مثل الحكومة الوزارات الأحزاب السياسية .
د ـــ المؤسسات العسكرية : هي التشكيلات و الوحدات القتالية على اختلاف تخصصاتها و حجمها و مسؤوليتها ،وما تشغله من بنايات و ما تملكه من معدات ووسائل تهدف إلى حماية الوطن و الحفاظ على استقراره و أمنه ونظامه .
ه ـــ المؤسسات القضائية : وهي التي تتولى فض النزاعات بين الأفراد و الجماعات .
و ـــ مؤسسات التنشئة الاجتماعية : هي تلك الوحدات الاجتماعية التي ينشئها المجتمع ،من اجل تنمية استعدادات الفرد الفطرية ، و تدريبه على تلبية حاجاته نو تأهيله للحياة الاجتماعية في ظل ثقافة مجتمعه ،وهي : الأسرة المدرسة المسجد وسائل الإعلام .........الخ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق